mardi 3 mai 2011

خشية الحكم من خشية الله

منذ عهود الانحطاط لحضارة المسلمين ، بل ربما قبل ذلك بقرون ، صار الحاكم "المسلم "  ... امويا او عباسيا او موحديا او سلجوقيا او جمهوريا او اميريا او ملكيا .. يمارس سلطته تحت عنوان " الحق الالهي" ... سواء وصل بثورة او انقلاب او بانتخابات مزورة او بأي طريقة كانت . الوضع اعقد واكثر عمقا من تصور ان الحاكم وحده المسؤول عن منح هذ الحق لنفسه ، فبمرور الزمن ، و بعد الضربات الموجعة والقاتلة التي وجهها العقل الديني للعقل الانساني في البلاد الاسلامية ، تشكلت لدى المخيال الجماعي للامة الاسلامية قيم هجينة نتيجة هذا الصراع ، من ابرزها خلع رداء القداسة على أي شيء واي مسألة جدلية عقلية ، من اجل عدم اثارة أي نقاش حولها قد يفتح المجال للتشكيك او المعارضة في الراي الذي نطق به العقل الديني .
   بذريعة درء الفتن ، وتحت بند القاعدة الفقهية درء المفاسد اولى من جلب المصالح ، والقاعدة الفقهية الاخرى سد الذرائع ، احيطت مسألة الخلافة والحكم والقيادة ، بهذه الهالة التقديسية في الوجدان الجماعي للشعوب المسلمة وحكامها على حد سواء منذ ابي بكر الصديق الى غاية بوتفليقة وبن علي والقذافي وغيرهم ، بحيث وان اختلفت التسميات بين خليفة وامير للمؤمنين ورئيس جمهورية وقائد ثورة  ، ظل الحاكم حاكما بأمر الله وظل الناس ، رعية في نظره  في نظر انفسهم ، الناس يخافون الله - حتى وان عصوه في احوالهم الاخرى-  فهم لن يعصوه ولن يخرجوا عن أمر وطاعته في نسخته الأرضية التي اصطنعوها لا شعوريا لانفسهم مجسدة في الرئيس والنظام الحاكم ، لانها سلطة محسوسة عقابها وانتقامها عاجل غير اجل .
   المسألة اذن تتم على مستوى العقل العربي والمسلم الذي يرزح تحت ايمان خاطئ مغلوط مصطنع تراكمت مكوناته على مدار قرون طويلة ، والمخرج هو المسائلة الذاتية التي لا بد ان تفكك هذا الايمان الى مكوناته الاولية الاساسية لتنقيته من الالتباسات الوثنية التي ركبته بفعل التأويلات غير الموضوعية للنص المقدس بفعل تعطيل العقل ، والكيمياء التقديسية التي تناولت في تفاعلاتها عناصر الحياة الموضوعية فحولتها الى تراكيب مقدسة غير قابلة للتفكيك ، تفاعلت هي بدورها مرة اخرى وفي تفاعل مستمر معطل لاي حركة تاريخية نحو الامام للعقل العربي /المسلم ، من ابأس ما يعانيه اليوم عدم قدرته على تقبل أي سؤال ناقد له ولبنيته وقناعاته

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire