dimanche 8 mai 2011

الحلم الجزائري

.
الحلم الجزائري

من اجل استتباب الوعي بضرورة العمل والنظال لجزائر افضل لابنائنا واجيالنا القادمة .. جزائر متطلعة للحضارة والتقدم في كنف المواطنة والحرية والحقوق الانسانية .. نطمح لتغيير يكفل لابناء الشعب الشعور بالنتماء والمشاركة في بناء وطنهم بحرية التعبيروالابداع والتعدد والختلاف .. نطمح لبلد ودولة تقوم على حكم المؤسسات لا استبدادية الاشخاص .. دولة تقدس فردية الانسان وكرامته وحريته وتدافع عنها في كل تشريعاتها وممارساتها .. دولة مدنية تقدس العلم والمعرفة والجمال .





استراتيجية التغيير في الجزائر – ورقة طريق







بعد نجاح الثورتين التونسية والمصرية ، والاحداث المتزامنة حاليا في اليمن ، ليبيا وسوريا ، ودول اخرى ، من الطبيعي جدا ان تراود احلام التغيير الطامحين الى ذلك في الجزائر ، التنسيقية من اجل التغيير كانت السباقة في الدعوة الى مظاهرات سليمة في العاصمة ترفع مطلب التغيير ، غير ان محاولاتها لحد الان تبدو معزولة وبدون أي اثر ، فيما عدى نجاحها في تسليط بعض الضوء على الجزائر عبر عدد من وسائل الاعلام بما فيها التلفزيون الرسمي .

لا بد اولا ان نصدر من فرضية اولية هي ان الوضع في الجزائر يشترك من مصر وتونس واغلب الانظمة العربية في واقع تفشي الفساد والاستبداد والانفراد بالسلطة والتغيير الشعب والفعاليات المدنية عن المشاركة في صنع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، وهذا ما يدفع الى التفكير والمطالبة بتغيير هذا النظام ، ثانيا وهذا هو الاهم ان الوضع الجزائري يفترق عن مصر وعن تونس وانظمة اخرى في عدد من النقاط المرتبطة بأي تفكير في اتجاه احداث التغيير ، اهم هذه النقاط تتعلق بتاريخ الحراك الشعبي في الجزائر ، هذا الحراك برز في اجلى صوره عام 88 وما تلاه من بداية ما اصطلح عليه عهد الاصلاحات بقيادة حكومة حمروش ، سرعان ما تم الالتفاف عليه بذريعة قطع الطريق امام الاسلاميين الذين لم يتأخروا في الحقيقة في اقناع الداخل قبل الخارج انهم فعلا يتحركون خارج التاريخ ويبشرون البلد ككل بذلك ، وقدموا بذلك – ربما عن سابق تخطيط – فرصة ذهبية للنظام لاستعادة عذرية مفقودة وتبييض صورته في شكل المدافع عن الجمهورية الحامي للشعب . هذه التجربة كما كانت في صالح النظام لانها امدت في عمره 20 سنة اخرى ، مطلوب ان تكون في صالح الشعب الجزائري لاستنباط الدرس عن وجهة واستراتيجية أي تحرك من اجل التغيير .

السؤال اذن : ماذا نغير ؟ وكيف نغير ؟

الملاحظ حاليا ان النظام يعمل على استباق أي تحرك شعبي وذلك على مستويين يمثلان طبعا مستويي السلطة في الجزائر

- المستوى الأول: مستوى الحكومة وعلى راسها بوتفليقة تتحرك من خلال قرارات ذات طابع اجتماعي تمس السكن والشغل وفتح الادارات للاصغاء لانشغالات الموطنين ، وهو تحرك يتسم بالارتجالية و السطحية وينطلق من نفس الاستراتيجية التي يفكر بها بوتفليقة وهي ارشاء كل من او ما يقف في طريقه .

- المستوى الثاني : مستوى المخابرات التي تمتلك وسائل فعالة جدا للدعاية والايهام والتغليط ، تعمل من خلالها على استغلال الظرف وتسييره ومحاولة توجيه التغيير عن بعد لهدفيين ان لم يتحقق احدهما تحقق الاخر ، الهدف الاول كسب مواقع و وسائل ضغط ومكاسب جديدة ، في مقابل الرئيس ومؤيديه ، الهدف الثاني هو التمفصل مع حركة التغيير وضمان اكتساب شرعية وعذرية جديدة في المرحلة اللاحقة في حال نجاح التغيير في ازاحة بوتفليقة ، للمحافظة على مكانة الجيش كحاكم فعلي . وجهاز المخابرات كعراب لاي سلطة مدنية . العمل الاستخباراتي هذا ينشط حاليا في اتجاه الاندساس وسط صفوف المعارضة الحزبية ، وايضا داخل نوادي الانترنيت ، وهو يتحرك بذكاء شديد لاستعمال محاولات التغيير ، بالمحافظة على مسافة معقولة ومدروسة بعناية بينه و بينها لتحقيق اكبر نسبة نجاح للهدف الاول او الثاني .

بناء على ما سبق ، يلزم ان نضع في الحسبان وكفرضية مبدئية واردة جدا ، ان الجيش الذي فصل خياره لصالح الشعب في تونس ومصر ، قد لا يفعل ذلك في الجزائر ، وان وجهة التغيير في بلدنا قد تكون الجيش نفسه . بمعنى ان تنحية الرئيس بوتفليقة وحكومته لا تعني ابدا تغيير النظام مادام الجيش لم يعد الى ثكناته ومهامه المحدد دستوريا .

النزول اذن الى الشارع والتظاهر سلميا في جمبع ارجاء البلاد والوصول في مرحلة لاحقة الى العصيان المدني اذا تطلب الامر ، لا بد ان يتوج بمطلب اساسي هو حكومة انقاذ وطني من شخصيات غير حزبية لا يوجد بينهم أي من رموز الوقت الحالي تسهر على تنظيم انتخاب مجلس وطني تأسيسي لوضع دستور جديد يفصل بين السلطات – وانا شخصيا اميل الى النظام البرلماني- ويكرس مدنية الدولة ويحفظ حقوق تكوين الاحزاب والجمعيات ويحمي حرية التعبير والصحافة الرأي وينص على ضمانات قانونية لذلك . تواصل بعدها الحكومة الانتقالية مهامها الى غاية انتخاب برلمان جديد وتشكيل حكومة جديدة .



للوصول الى هذه المرحلة لا بد ان يقتنع الشعب او اغلب الشعب على الأقل بضرورة التغيير ، وبأنه يعيش وهم كبير هو وهم الاستقرار والامن ، فالنظام الحالي في حال استمراره وقتا اطول لا يهدد فقط الحريات الفردية والجماعية ولا يهدد فقط استنزاف ثروات البلاد والاجيال القادمة ولا يهدد فقط حق الجزائر في اللحاق بركب التطور و النماء ، ولا يهدد بقتل المواهب والكفاءات الوطنية او هجرتها ، انه يهدد الوحدة الوطنية بتعميق الفوارق الاجتماعية واعتماد الجهوية وتكريسها كمنهج للحكم وتحقيق التوازن الهش في هرم السلطة والمستويات القريبة منها كالمؤسسات الاستراتيجية خاصة الجيش وسوناطراك .

المتاح حاليا هو التحرك ميدانيا بالتجمهر والاعتصام ومن الاسلم والاجدى ان يتم ذلك خارج الجزائر العاصمة ، بحشد كل المنادين اليوم للتغيير في مدينة واحدة تختار لرمزيتها التاريخية ولاستعدادها اكثر من غيرها لاحتضان الشرارة الاولى و للظروف التي قد تساعدها اكثر من غيرها لضمان نجاح الانتفاضة و تحقيق الصدى المقبول – ارشح شخصيا مدينة باتنة- المرحلة الاولى هذه تتطلب الصمود على الاقل اسبوعا كاملا ، في حال لم تلتحق مدن اخرى بالثورة تلقائيا ، تنقسم المجموعة الاولى وتتجه لاقامة انتفاضة اخرى في مدينة قريبة جغرافيا وهكذا ، ويوضع في الحسبان ان مبدأ عدم التراجع هو المبدأ الاول والاساسي .

بالنسبة للمطالب ، يمكن تطويرها تدريجيا اعتمادا على رفع سقف المطالب بعد كل تنازل من طرف السلطة ، والبداية يمكن ان تكون باسقاط الحكومة ، ثم بحل البرلمان ، ثم استقالة الرئيس ، ثم عزل الجنرالات المتورطين في الفساد ، ثم تشكيل حكومة انقاذ وطني ، ثم المجلس التأسيسي .

طبعا علينا ان نتوقع القمع والترهيب والدعاية الاعلامية المثبطة والمغالطة والمشوشة على المطلب الاساسي وهو تغيير النظام من اساسه ، ينبغي الصمود والعزم والاصرار على التحلي باخلاق الشهداء في كل مراحل الثورة ، ينبغي توخي الحذر الرفض التام لتبني الثورة ومطالبها من أي جهة او تيار سياسي بعينه ، بحيث ان نجاح الثورة مرهون باحداث قطيعة جذرية مع السلطة القائمة وممارساتها ومع المعارضة القائمة وممارساتها . التحرك هو من اجل الجزائر ، الجزائر وفقط

1 commentaire:

  1. نحيطك علما انه قد تم اخذ نسخة من هذه التدوينة الى قسم مدونات ومدونون
    للاطلاع على تعليقات الاعضاء اضغط على هذا الرابط
    http://www.amarta-sy.com/showthread.php?t=3649&p=48599&posted=1#post48599

    تحيات ادارة منتدى امارتا
    وشكرا

    RépondreSupprimer