mardi 17 mai 2011

من قابلية الاستعمار ...الى ...قابلية الاستبداد

استسمح استاذي مالك بن نبي واستمسمحكم ..لااقتباس مصلحه الفذ للحديث عن الوضع الجزائري في واحدة من اللحظات الاتريخية الحاسسمة والنادرة التي نمر بها والتي من اهم مزاياها انها لحظة دالة شافة .. كاشفة لكثير من المخبوءات ومعادن البشر والشعوب ...
عنى بن نبي بمصطلح قابلية الاستعمار حالةحضارية قد تشترك في المرور بها  كل الشعوب وليست حالة بيولوجية جينية ... وقد استعرت مصلحه من هذه الزاوية ... لان قابلية الاستبداد ..ايضا حالة لا علاقة لها بجينات الشعوب ... بل بتاريخها وتراكمات ذلك التاريخ ... ولا اعني بالتاريخ مجرد احداث زمنية او محطات بارزة بل اعني مسار حياة الأمة والمجتمع في .. نظام حكمه وفي نظامه الاقتصادي ومنطومة قيمه ومعاييره ومعتقداته ونظامه التربوي..والاسري ... والثقافي ... هذه المستويات كلها تراكم لتصنع نفسية المجتمع وضميره وطريقةتفكيره وسلوكه .. وردات فعله تجاه ما يطرأ عليه من احداث ومواقف ...
في لحظة تاريخية كالتي نعيشها منذ بداية هذا العام .. تتكشف بجلاء نتائج تلك التراكمات ومدى تأثيرها في تفاعلنا مع ما يحدث لنا وحولنا ... فحين انتفضت اغلبية الشعوب العربية ظل الشارع الجزائري ليس فقط هاديء سياسيا .. بل سلبي في تعاطيه وتفاعله مع جرائم القمع الممارسة على نظرائه في باقي البلدان ... واكثر من ذلك انخرط الشارع الجزائري في تحركات فئوية شديدة الانانية والانكفاء ... والجشع .. معبرة بفجاجة عن نزعة مادية  .. وضحالة وعي سياسي ... وكأن المجتمع باكمله وبمختلف مستوياته الفكرية ...تورط وتواطأ مع ظاهرة الفساد ... المعمم ... الذي صار يتدثر برداء المطاب الاجتماعية المهنية ... بينما هو في صلبه بحث عن نهب مقنن ومنظم ومشرعن للثروة الوطنية .. انه تكالب وتحالف على نهب الوطن تحت مسميات بريئة في الظاهر ...بمنطق كلنا لنا حق في هذا الوطن  .. ولنا في تلك العبارة الرائجة والمروج لها يوميا " الخير راه ياسر" مؤشر واضح على الثقافة التي صرنا نتعامل بها .. ثقافة لا نحاسب بشرط ان ننال نصيبنا ...بمعنى اوضح الصمت مقابل الثمن ...
انك لا تشتري ما لا يباع في السوق ... وما دام الشعب برمته يعرض البيع فقد سهل على النظام المفاوضة على الثمن ... والمماطلة في الدفع ... حتى وان ابدى انزعاجا وامتعاضا خلال عملية البيع والشراء ...فهو في الواقع مرتاح جدا لانه استطاع ان يورط الشعب في اللعبة القذرة ... و تحويل الوطن الى غنيمة حرب ... الكل يطمح الى الثراء والرفاهية الشخصية والعائلية ... والعشائرية والفئوية ... الوطن لم يعد موجودا ...لقد تخلص الشعب الجزائري من هذا الهم الثقيل المسمى وطن ... لم يعد لدينا وطن ...لدينا فقط دكان ... نريد ان نحصل على نصيبنا من ارباحه ... الجزائر بالفعل صارت اشبه ما تكون ببيت الورثة ...
   لا اريد ان اعود الى الاسباب التي اوصلتنا الى هذا الوضع فهي كما قلت حصيلة تلك التراكمات التي اشرت لها ةسابقا ولا مجال للتفصيل فيها الان ... ولكن اردي الوصول بكم الى استنتاج بسيط يقول ان قبولنا بوضع الوطن عن كاهلنا ... نتيجته الحتمية... وقد تكون ايضا من اسبابه العميقة هذه الحالة التي اسميها القابلية للاستبدادا ... فنحن كشعب لم يعد من حقنا بعد ان تجردنا من وطننا ومسؤولياته ان نطالب او نتحدث عن شيء يسمى الحرية .. فأين ولأي هدف .. و[أي معنى ستمارس وتعيش هذه الحرية ...ان لم يكن لديك وطن ...لقد بعته وانتهى الأمر...الوطن الان زال من حولك .... وهكذا فانت مرغم وربما مقتنع وراض بالخضوع والصمت ...امام .. من بعتهم وطنك ...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire